انه مما لاشك فيه ان تطور المجتمعات والدول تقوم على الاستغلال الامثل للطاقات والموارد الطبيعية التي انعم الله عليها ولا شك ايضا ان العنصر البشري هو من اهم تلك الطاقات فالانسان يستطيع ان يسخر الموارد المختلفة بما يملك من قدرات ذاتية ومواهب ومهارات وغيرها في بناء وتطوير المجتمع كما فعلت ذلك الدول المتقدمة التي عرفت قيمة الانسان وعرفت كيف تهتم وتستثمر الطاقات والقدرات الذاتية الكامنة لدى العديد من افراد مجتمعاتها، بل ان تلك الدول ذهبت الى ابعد من ذلك فلم تكتف باستغلال العقول الفذة المتواجدة لديها بل قامت باستقطاب اصحاب العقول واصحاب المهارات الابداعية المختلفة من الدول الاخرى. وهذا هو سبب تقدم تلك الدول في شتى المجالات العلمية والتكنولوجية والفنية والرياضية وغيرها والذي انعكس ايجابيا على اقتصادياتها.
والسؤال الذي اود ان اطرحه في هذا الصدد، هل تدرك حكوماتنا اهمية هذا الموضوع؟
هل هناك استثمار حقيقي وجاد للطاقات البشرية في بلداننا اسوة بالدول المتقدمة؟
هل توجد خطط لدى حكوماتنا لتنقية المبدعيين في المجتمع ووضع برامج لتطوير طاقاتهم وتوظيفهم في الوظائف التي تناسب قدراتهم ومواهبهم؟
كم نرى في مجتمعاتنا من عباقرة واصحاب قدرات ابداعية وهم مهملون ولا احد يعرف عنهم.
بل كم من مبدعون اصابهم اليأس والاهباط من النظام الروتيني القاتل في الكثير من الدوائر ولا سيما الحكومية منها بل وكم منهم من حورب من قبل زملائه ومسؤوليه في العمل خشية على انفسهم! وهذا هو الحال في كل الدول النامية حيث يدفن الابداع والمواهب لدى الافراد بدلا من تنميتها واستثمارها.
لماذا لا يتم صرف الاموال في هذا المجال وكم من اموال تصرف في امور لا يستفيد منه احد.
لماذا لا يتم وضع بند في الميزانية السنوية للمملكة لدعم المبدعين والمخترعين؟
لقد كانت امتنا فيما مضى من الزمان جالسة على عرش المعرفة والحضارة التي امتد نورها الى مشارق الارض ومغاربها، كانت امتنا في تلك الحقبة تعرف قدر الانسان وعرفت كيف تستثمر طاقاته وقدراته ما امكن روادها من علماء العرب والمسلمين من ان يدخلوا التاريخ وان يكونوا معلمين لاجيال عديدة تلتهم .بل ان علماء الغرب بنوا علومهم وحضارتهم على ابداعات علمائنا بعد ان انقلب الحال حيث اصبح الغرب يهتم بالطاقات والابدعات البشرية وتخلفنا نحن بسبب اهمالنا لذلك.
انني اتمنى ان يدرك المسؤولون صانعو القرار في بلداننا اهمية هذا الموضوع لكي يتغير هذا الوضع المزري وان تعود الامور الى نصابها وان تتحرك الجهات المعنية في الحكومة لوضع برامح وخطط جادة تخرج تلك الطاقات المدفونة وتدفع بها الى الامام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق