بالرغم من مرور ما يقارب الاسبوعان من بداية الاضطرابات السياسية في الشارع والتي تسببت في حدوث شرخ في مجتمعنا البحريني الصغير لم يحدث مثله منذ عقود طويلة والدعوات الى الهدوء والجلوس حول طاولة الحوار للخروج من هذه الازمة وبالرغم من ذلك كله الا أنه لازال بعض الصحفيين للأسف لا يلتزمون بما يساعد على الهدوء وترطيب الاجواء وبالطرح المتوازن للمشكلة في مقالاتهم ولا زال هناك الكثير من المواطنين وخاصة من الشباب غير مدرك لخطورة الأزمة الحالية فالكثير منهم لازال يمرر عبر هاتفه النقال او عبر بريده الالكتروني ما يسبب في تأجيج الأجواء أو يكتب في موقع الفيسبوك او يعلق على الاخبار التي تنشر في المواقع الالكترونية لبعض الصحف المحلية بما لا يتناسب مع الحاجة الملحة للهدوء الذي يتطلبه الوضح الحالي للبلد، فاذا كان من أنصار الحكومة تراه يهاجم او يسخر من المعارضة او المعتصمين في دوار اللؤلؤة، واذا كان من المعارضة تراه يهاجم او يسخر من الطرف الاول وكأن كل طرف هو الصح والمخطأ هو الطرف الاخر. وهذا ان دل على شيء انما يدل على أن هؤلاء لا زالوا غير مدركين لخطورة الوضع الذي تمر به البحرين وأن احتمالات جر البلد الى فتنة وحرب اهلية لا زالت قائمة الا ان يتم ادراك الامر.
أقول لجميع هؤلاء اتقوا الله في بلدكم، خافوا على مستقبل ابنائكم، ارحموا ابائكم وامهاتكم، يكفي ما حدث فليس الان هو وقت تبادل الاتهامات واللوم. لابد على الجميع ان يتكاتف و يعمل على تهدئة الاجواء فلا أحد منا يريد أن يتحول بلدنا الغالى الى دولة مثل لبنان حيث الازمات السياسية التي لا تفارقهم على مدار العام ولا مثل العراق او الصومال حيث الصراعات القبلية والطائفية الذي تتسبب في العديد من القتلى طوال العام. نعم اننا ندرك ان البعض لازال تحت تأثير الانفعال او الشفقة على الذي وقعوا ضحايا ونحن لا ننكر عليهم ذلك ولكن الان يجب ان تكون الحكمة هي ضالتنا والعقل هو منطقنا و كلنا يعلم بأن القوى السياسية في البلد تقوم بالسعي وبالتشاور فيما بينها لخلخة الوضع فلا داعي أن يلجأ عموم الناس الى اثارة الغبار أكثر سواء من خلال الصحافة او من خلال الرسائل الالكترونية والنصية او حتى من خلال المناقشات الجماعية التي تثير الخلاف اكثر، فالنمارس حياتنا اليومية بصورة طبيعية ونحافظ على مقدرات بلدنا ونترك الخلافات السياسية لأهلها.
مع خالص دعواتي وامنياتي بالامن والسلام لبلدنا الغالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق