الاثنين، 21 فبراير 2011

الاعلام الاسلامي والسلاح المفقود

الكل منا يدرك الدور الكبير الذي يلعبه الاعلام في حياة الناس والشعوب وفي صنع القرارات السياسية والاقتصادية وغيرها فالاعلام بالنسبة للشعوب والمجتمعات هي بمثابة المقود الذي يوجهة السيارة يمينا وشمالا، فهي من تشكل عقول الناس وترسم أفكارهم. السماء اصبحت مزدحمة باللاف من القنوات الفضائية المختلفة بما فيها قنوات إسلامية، فكل يوم نرى او نسمع عن بث قناة فضائية جديدة تختلف في أهدافها وتوجهاتها عن باقي القنوات.
وإن ما نريد الحديث عنه في هذه السطور هو مدى التنافس الذي تشكله الفضائيات الاسلامية وسط هذا الزخم الهائل والبحر الهائج ذو الامواج العاتية في التأثير على عقول الناس وسلوكياتهم. إنه من المعلوم بأن معظم الفضائيات الإسلامية تنحصر برامجها في المحاضرات والندوات والمواعظ وربما بعض المسابقات الإسلامية وبعض البرامج الوثائقية وهي بلا شك جوانب مطلوبة ومهمة ولكن هناك أيضا جانب اخر مهم جدا في الاعلام لازالت الفضائيات الاسلامية بعيدة عنها وهي التمثيل وانتاج الافلام السينمائية. لا أحد منا يشك في مدى تأثير الافلام والمسسلسلات التي تدخل بيوت الناس على مفاهيمهم وعلى معتقداتهم وسلوكياتهم وأخلاقياتهم وذلك بسبب أن الناس في الغالب تحب أن تشاهد الافلام والمسلسلات بغية التسلية حتى ولو كان في ذلك من مشاهدة بعض المقاطع المحرمة في ضوء غياب البديل الاسلامي، وهذا هو طبيعة الناس ليس فقط في مجتمعاتنا ولكن في كل مجتمعات العالم. فالتأثير الذي من الممكن أن يتركه مقطع تمثيلي لا يدوم سوى لدقائق على المشاهد لا يتركه محاضرة أو ندوة تدوم لساعات.
إن البرامج التي تحتوي على حوارات علمية ومواعظ هي مهمة كما قلنا ولكن لا أظن أنا شخصيا أن لها تأثير قوي مثل الأفلام والمسلسلات على سلوك الأفراد خاصة وسط الكم المهول من الافلام والمسلسلات التي تعرض على الفضائيات الاخرى، فالأفلام والمسلسلات هي السلاح الأقوى وذو فاعلية أكبر. وهذا مجال مهم جداً في الاعلام لا بد لنا أن نعمل من أجله.
إن الهدف من ذلك ليس فقط اصلاح مجتمعاتنا العربية والاسلامية وانما أيضاً مخاطبة المجتمع الغربي وإرسال رسائل إيجابية اليهم فكم من أفلام انتجت في الغرب تسببت في كراهية الاسلام وتشويه صورته. وربما كان هذا حلم كبير لدى الفنان السوري الكبير مصطفى العقاد رحمه الله منتج فلمي الرسالة وعمر المختار الذان كان لهما صدى كبير في الشارع الغربي وخاصة فلم الرسالة والذي  انتج في عام 1977م والذي كان له دور في اسلام العديد في أمريكا. لقد كان للفنان الكبير مصطفى العقاد حلم اخر كبير أيضا وهو إنتاج فلم عن صلاح الدين الأيوبي إلا أنه لم يجد من يدعم إنتاج هذا الفلم.
كل أملي من القائمين على الفضائيات الإسلامية بمراجعة هذا الموضوع المهم وأن نرى قريبا مشروعاً طموحاً في هذا الجانب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق