الاثنين، 21 فبراير 2011

عجبا للإنسان

عجبا للإنسان , الذي خلقه الله من عدم، كان في بطن أمه يأكل ويشرب من غير أرادته ولو كان الأمر متروكا لنفسه لمات من الجوع ثم خرج إلى الدنيا ورزقه الله السمع والبصر والإحساس وعلمه مالا يعلم ورزقه من النعم الكثيرة.  فها هو يستمتع بأكله وشربه وهاهو يعيش مرتاح البال مع أهله ويلعب مع أولاده وهو معافاة لا يشكو من أي مرض ويعمل ولديه المال الكثير وغيرها وغيرها من النعم التي لا تعد ولا تحصى .  ومع كل ذلك يعيش بعيداً عن ربه وخالقه فهو قد تجده يعصي الله عز وجل عوضاً عن شكره، بل ربما لا يصلي ولا يضع جبهته على الأرض شكراً لخالقه الذي جعله في الحال الذي هو فيه وهذا إن لم يكن هذا الإنسان ملحداً جاحداً ناكراً لربه.
فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ ماذا يا ترى يكون موقفك أخي القارئ إذا أهداك شخصاً هدية ألا تشكره وتكافؤه على ذلك؟؟
فما بال الله الذي أعطاك ما لا يعد ولا يحصى من الهدايا والتي لولاها لما استطعت أن تعيش.  فهو الله الذي هو في غنىً عنا ونحن الفقراء المحتاجون إليه.

فيا عجبا لهؤلاء الناس الذين يعيشون ضالين لا يعرفون من هم ومن أين أتوا وما سبب وجودهم في هذه الحياة وأين سيذهبون بعد ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق