الاثنين، 21 فبراير 2011

فيروس الثورات الشعبية العربية

في شهر يناير الماضي سقط النظام السياسي في تونس بعد احتجاجات شعبية عارمة تلا بعدها احتجاجات في مصر ليسقط نظام مبارك العتيد هو الاخر في شهر فبراير الحالي وهناك الان احتجاجات في كل من الجزائر واليمن وليبيا وقد يودي ذلك الى حدوث ثورات في تلك البلاد تطيح بأنظمتها على غرار تونس ومصر. وعلى ما يبدوا ان هناك فيروسا أخذ يتنقل من بلد لاخر يتسبب في سقوط الانظمة القائمة فيها واحدا تلو الاخر واذا افترضنا بأنه في كل شهر يسقط نظام في احدى الدول العربية فهذا يعني انه مع نهاية هذه السنة سيكون هناك اثنى عشر نظاما قد تغير في الوطن العربي وسيكون عام 2011 عاما للتغيير وللثورات العربية وهو العام الذي سيسجل في موسوعة جنس للارقام القياسية لعدد الثورات في سنة واحدة ولدول ولدول تنتمي الى قومية واحدة ولربما يدخل عام 2011 التاريخ بأوسع أبوابه كذلك.
نعم ان ذلك لابد أن يحدث مادام حكام تلك البلاد لا يحسنون ادارة البلاد ولا يحسنون رعاية مصالح شعوبهم فهذا الفيروس لا يصيب الا الأنظمة السياسية التي يكثر فيها الفساد بشتى أنواعه فالمقربين من السلطة لهم الأولوية في كل شيء وهم من يتجاوزون القانون ويحصلون على ما يريدون ويفعلون ما يشاؤون دون حسيب أو رقيب ويستحوذون على الجزء الأكبر من ثروات البلاد حتى أصبح بعظهم يلقب بديناصور الفساد بسبب التخمة الزائدة التي اصابتهم أما باقي افراد الشعب فلا أحد يعلم عنهم شيء وليس لهم من يشتكون اليه الظلم الا الله ناصر المظلومين فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل "اتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب"، هذا دعوة مظلوم واحد فما بالنا بدعوة الملايين من المظلومين يدعون ليلا ونهارا على أنظمتها فهو الذي يمهل ولا يهمل.
انه ومنذ عدة عقود أصبحت الانظمة العربية تدين بالولاء الكامل للغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في سبيل حماية كراسيها ضد أي عدو محتمل سواء كان من الخارج أم من الداخل مقابل حماية تلك الأنظمة لمصالح الغرب، وبالرغم من كل تلك العلاقات الوطيدة بين الطرفين لم تتمكن أنظمتنا العربية وللأسف من تعلم الديمقراطية الحقيقية من الغرب حيث القانون هناك فوق الجميع ولا أحد يستطيع الهرب من المسائلة القانونية بمن فيهم رئيس الدولة نفسه. نعم لقد اخذ فيروس الثورة الشعبية في النمو شيئا فشيئا طوال سنين طويلة من الظلم والقهر والاستبداد حتى فاجأ الجميع بمن فيهم الغرب نفسه دون سابق انذار حتى وجدت الأنظمة الغربية نفسها عاجزة عن استمرار دعمها لأصدقاء أخلصوا لها ولم تجد سوى الوقوف بجانب الشعوب الثائرة حيث اختلفت مواقفها أقلها كانت مطالبة النظام في تونس ومصر بعدم التعرض للمتظاهرين وأكثرها كانت مطالبة الرئيس بالتنحي.
ومع كل ذلك اظن انه لا زالت هناك فرصة امام الانظمة العربية المتبقية لتفادي الاصابة بهذا الفيروس القاتل وذلك بالاستجابة لصوت شعوبها والعمل على اصلاحات جدية في انظمتها ورفع الظلم قبل فوات الاوان فالتجربة التونسية والمصرية اثبتتا بأن الاعلان عن اصلاحات بعد ثوران الشارع لن يجدي نفعا وهو ليس سوى محاولة انقاذ ما يمكن انقاذه في الوقت الضائع فالعاقل من يتعلم من تجارب الاخرين ويتعض من دروس الحياة أما العاجز فهو من يمشى دون بصيرة لا يرى ولا يعي ما يحدث ولا يسمع ما يقال هم في واد وشعوبهم في واد اخر حتى يسقط الفأس على الرأس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق