دخلت غرفة التلفزيون فرأيت الاولاد جالسين يشاهدون برنامج "افتح يا سمسم" على القرص المضغوط فجلست اشاهد البرنامج معهم حيث عادت بي الذاكرة الى اواخر السبعينيات وبداية الثمانينات عندما كنا صغارا نتجمع حول تلك الشاشة الصغيرة لنشاهد حلقات هذا البرنامج التعليمي المسلي الذي تعلمنا منه الكثير.
لم يكن برنامج "افتح يا سمسم" الوحيد والفريد من نوعه في تلك الحقبة من البرامج التي كانت تنتجها مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربية بل كان هناك برامج اخرى تنتج مثل "سلامتك" وهو برنامج توعوي صحي على هيئة مسلسل تمثيلي وبرنامج "كنوز الخليج" وهو برنامج عن الثروات التي تحويها مياه الخليج العربي، وكذلك برنامج "قف" وهو برنامج مروري توعوي وبرنامج "مرايا" وغيرها من البرامج الوثائقية والتعليمية الممتازة التي استفاد منها الصغير والكبير من مواطني دول الخليج.
لقد ذهب ذلك الزمان ولم نعد نرى منذ ذلك الحين اي انتاج اعلامي مماثل، وعلى العكس من ذلك اصبح هناك سيل عارم من المسلسلات الدرامية المختلفة التي تنتجها شركات الانتاج والفضائيات الخليجية. هذه المسلسلات والذي يشاهدها الملايين في دولنا بغية التسلية وقضاة الوقت تدور قصصها في معظمها حول المشاكل الاجتماعية مثل الخيانات الزواجية والطلاق او الصراع على الميراث وغيرها من القضايا والمشاكل الاجتماعية وما يتخلل ذلك من حزن وبكاء وتبادل للالفاظ الجارحة وعدم احترام اي طرف للطرف الاخر.
وانني على علم بأن تلك الاحداث هي واقع في مجتمعاتنا والذي يعمل في السلك الاجتماعي او في المحاكم يرى حجم تلك القضايا، ولكن بالمقابل أقول الا توجد في مجتمعاتنا نماذج ايجابية تصلح ان تكون مادة لمسلسل او فلم؟
نعم توجد هناك الكثير من النماذج الايجابية والرائعة والتي نحن الى امس الحاجة اليها والتي من الممكن ان تساهم في تحسين الكثير من سلوكيات المجتمع المختلفة.
والسؤال الاخر الذي يطرح نفسه ما هو دور المسلسلات الدرامية والتي يشاهدها مئات الالاف في بلداننا في زيادة رصيد المواطن الخليجي من الوعي الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والسياسي؟
وهل للمسلسل التلفزيوني دور في تحسين وتقويم بعض سلوكيات الشباب المنحرفة مثل لمخدرات واعمال الحرق والتخريب التي تشهدها بلادنا منذ زمن؟
هذه وجه نظر ارى انه من الضروري طرحها على القائمين على المسلسلات الدرامية من مخرجين ومنتجين عسى ان نرى اساليب درامات جديدة ونافعة تساهم في نمو وارتقاء مجتمعاتنا الى الافضل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق