السبت، 13 أغسطس 2011

سمات المبدع و المخترع

كثيرا ما نتحدث عن الابداع والمبدعين وعن اراء العلماء وتحليلاتهم والنظريات المختلفة التي وضعت خلال الأزمان المختلفة.

البعض يعتقد بأن الابداع ينحصر في مجالات معينة مثل الفنون والغناء وهذا غير صحيح، فالإبداع لا ينحصر في مجال أو تخصص معين وانما يكون في شتى مجالات وجوانب الحياة. فهناك الرسام المبدع وهناك الموسيقي المبدع وهناك المهني المبدع مثل النجار والنحات والحداد الذين تنتج أياديهم أروع أنواع الأثاث والديكور، وهناك أيضا التاجر المبدع الذي يبدع في عرض بضاعته وخدماته للزبائن وهناك التقني المبدع الذي يعرف كيف يحل المشاكل الهندسية والتقنية بأساليب جديدة وهناك كذلك المربي المبدع وغيرها.
 
اننا هنا لا نريد أن نخوض في تفاصيل كثيرة والنظريات والتحليلات وانما نريد أن نسلط الضوء في هذا المقال القصير على جانب معين في هذا الموضوع وهو الصفات التي تميز في الغالب المبدعين من غيرهم. نستعرض هنا بعض هذه الصفات وهي:

1.      عدم حب الروتين في العمل.

الروتين في العمل شي قاتل ولا يساعد الفرد على تطوير نفسه لأنه لا يساهم في تعلم أشياء جديدة ، والمبدع لا يمكنه الصبر مع هذا النوع من العمل. العمل الذي لا يساعدك في تعلم أشياء جديدة كل أسبوع أو كل شهر على أبعد حد فهو عمل مهدر للجهد والوقت اللهم الا اذا كان من وراءه عائد مادي جيد تظطر بسببها أن تبقى في هذا النوع من العمل.

العمل الروتيني بالنسبة للمبدع يكون مملا وقاتلا حيث لا يساعده في اخراج طاقاته ولا يساعده على الانتاجية لأنه لا يوجد ما هو جديد ليتعلم منه ، لذلك فمن الطبيعي أن يرى المبدع أو الموهوب جو العمل بشيء من الكئابة.

هناك بعض الناس من يمارس الروتين  في عمله لأكثر من عشرون أو ثلاثون عاما!!
يا الاهي.. كيف يمكن لشخص أن يعيش على هذا المنوال طوال تلك السنين الطويلة؟؟
أنا شخصيا لا يمكنني أن أعيش مع هذا النوع من العمل وسأصاب بحالة نفسية بسبب ذلك.

وبهذا الخصوص أتذكر ما قاله الدكتور طارق السويدان في احدى محاضراته بأن شخصا قال أن لديه عشرة سنوات خبرة، فعلق الدكتور طارق السويدان وقال أن هذا الشخص لديه خبرة فقط سنة واحدة وهي مكررة لعشرة سنوات.

2.      حب العمل الذي يتيح لك المزيد من التحدي.

نعم، ان التحدي في العمل هو الذي يجعلك تتعلم أشياء جديدة ويكسبك خبرات جديدة لم تكن لتتعلمها من غير ذلك، فالمبدع أو الموهوب يحب دائما ان يتعلم كل ما هو جديد. والتحدي في العمل يكمن في ظهور مشاكل جديدة كل فترة يتطلب منك التفكير في ايجاد حلول لها، قد يكون ذلك في المجال الاداري أو التقني والتكنولوجي.

3.      الاصرار على معرفة السبب من وراء أي ظاهرة غريبة.

من الأمور الهامة في حياة المخترعين والمكتشفين هو الاصرار على معرفة السبب من وراء أي ظاهرة غريبة يتم ملاحظتها. فهذا ما تميز به المخترعين والمكتشفين عبر التاريخ. الكثير من الاكتشافات حصلت عن طريق الصدفة بعد أن لاحظ المكتشف ظاهرة غريبة مرت عليه فمسك بالخيط الى أن وصل الى اكتشافه.

4.      حب المطالعة.

إن كثر المطالعة ينمي ويوسع ادراك الانسان للبيئة المحيطة ويعطي افكار لاختراعات جديدة. والمطالعة يمكن أن تكون بالقراءة أو بمشاهدة الأفلام الوثائقية والعلمية أو غيرها من الوسائل.

5.      الثقة في القدرات الذاتية.

الثقة في النفس وفي القدرات الذاتية التي يملكها الفرد هي أهم ركائز النجاح في العمل.
6.      روح المبادرة.

أيضا من ضمن الصفات أن يكون لديه روح المبادرة دائما، تراه دائما سواء في الوظيفة التي يشغلها أو في الجماعة التي ينتمي اليها مثل الأندية أو الجمعيات يقترح كل ما هو جديد في سبيل تطوير العمل. وان من سمات الإدارة والقيادة الجيدة أن تشجع مثل هذه المبادرات كما تفعل بعض المؤسسات من وضع برنامج خاص لتشجيع العاملين على الإقتراح وتقدير صاحب الاقتراح الجيد ومكافأته.  

وإن إهمال مثل هذا الموظف أو العضو وعدم تقديره يجعله يصاب بالاحباط واليأس والذي سينعكس سلبا على إنتاجيته في العمل. والذي سيزيد الطين بلة هو تقدير من هو على العكس من الموظف المبدع وهذ قد يكون مؤشر على وجود فساد اداري داخل المؤسسة.  

7.      المثابرة وعدم الإستسلام بسهولة.

ان حل بعض المشاكل لا يمكن ان ياتي بسهولة، لذلك فإن المثابرة وبذل الجهد شي مطلوب. قد يتطلب ذلك الكثير من البحت والمحاولة وبطرق مختلفة والاستعانة بمن مر بمشاكل قريبة من المشكلة التي لديك للاستفادة من تجاربه.
في زمننا الحالي يمكن الحصول على الكثير من المعلومات التي يمكن أن تساعدنا في حل المشاكل المختلفة حيث يوفر لنا الانترنت فضاء واسعا وضخما من المعلومات، ولأن الانترنت فضاء واسع وضخم و متشعب وهو في ازدياد يتطلب منا أن نتعلم التقنيات الخاصة باساليب البحث التي تمكننا من الوصول الى المعلومة التي نريدها بأسرع الطرق.

8.      حب التجريب والمحاولة.

التجريب والمحاولة شي ممتع فمن خلاله نتعلم الكثير من الأمور وان كانت المحاولات الكثيرة التي نمارسها لحل مشكلة معينة لا تؤدي الى حل المشكلة الا أنها تعلمنا خبرات جديدة نستفيد منها في حل مشاكل اخرى مستقبلا.
لا يجب أن نعتبر المحاولة أو التجربة التي لم تنجح في حل المشكلة التي نحاول حلها هي فشلا، فلا يوجد شي نمارسه الا ونتعلم منه وهكذا كان حياة الانسان منذ فجر التاريخ.
يقول توماس أديسون المخترع الشهير "أنا لم أفشل، لقد تعلمت فقط عشرة الاف طريقة غير صحيحة".

9.      حب الجانب العملي اكثر من النظري.

قد يكون المبدع أو الموهوب يحب الجانب العملي أكثر من النظري، أنا شخصيا أحب الجوانب العملية أكثر من النظري، لا أحب الكلام الكثير ولا الخوض في النظريات المختلفة وتأويلها. أحب أن أعمل في المختبر وأجري التجارب المختلفة في الكهرباء والالكترونيات تجربة بعد تجربة ومحاولة بعد محاولة. لدي الكثير من الأفكار والمشاريع التي أود تطبيقها.
وطبعا هذا لا يعني إلغاء الجانب النظري بصورة تامة، فلا يمكن للباحث اجراء تجربة من دون أن يكون لديه خلفية نظرية فالتجارب والمحاولات التي نجريها لابد ان تكون مبنية على أسس علمية صحيحة.

10.  عدم الاكتفاء بالمنهج الدراسي.

الطالب الذي يتميز بالابداع والحيوية لا يكتفي فقط بالمنهج الدراسي بل ايضا يطلع على معلومات من خارج المنهج لأن العلم ليس محصورا في منهج أو كتاب معين. انا عندما كنت في المدرسة كنت دائما أشتري الكتب العلمية العامة وفي مجال الالكترونيات أيضا واقراها وكنت أناقش مدرسي في كثير من المعلومات التي كنت أتعلمها من خارج المنهج الدراسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق